تضرر الحيوانات من عالم السحر
حتى الحيوانات لم تسلم من غطرسة السحرة و المشعوذين كثيرا ما نرى كلابا مبتورة الأذناب و الأذان مشوهة الخلقة و حتى القطط الوديعة أصبحت مترصدة من طرف هؤلاء السحرة ، فكثيرا ما وجدنا آذانها و ذيولها مبتورة.
و لكن المطلوب أكثر هي أذان الحمير و حتى الحيوانات المفترسة فهي غير بعيدة عن شراسة السحرة و أكثرها طلبا لإيفاء أغراض السحر هي الضباع و أكثر ما يطلب في هذه الضباع هي مخها لأنه كما يعتقد يساعد تنشيط عملية الجنس عند الرجال فيقدر ثمن مخ الضبع بأكثر من ستة ملايين سنتيم و هو نادر الوجود و حتى الذئاب فالسحرة يطلبون كبدها للحفاظ على حيوية الشباب لأطول زمن ممكن أضف إلى ذلك الزواحف و القنافذ و الطيور فهذه الحيوانات كلها مطلوبة لإتمام طقوس السحر و الشعوذة فلا قانون يحميها و لا جمعيات الرفق بالحيوان بفرنسا التي تتزعمها الممثلة السينمائية الجميلة بريجت باردو فكثيرا ما أقامت الدنيا و لم تقعدها من أجل تمساح في افريقيا أو قرد في الهند نتمنى أن تلتفت هذه المدافعة عن الحيوانات لما يقع للحيوانات الودودة التي تطاردها و غطرسة السحرة و الدجالين في الناظور و خصوصا و نحن نعيش عصر الأنترنيت و لن يخفى عن السيدة بريجت باردو ما يجري للحيوانات بإقليمنا العزيز...
ماذا يقول القانون عن السحر ؟ هناك فراغ موحش في النصوص القانونية التي تزجر المقدمين على السحر حيث نجد أن المشرع المغربي أهمل كثيرا هذه المسألة ما عدا بعض النصوص لا تجدي و لا تحرك ساكنا على سبيل المثال الفصل 609 من القانون الجنائي المغربي في فقرته 35 حيث ينص على من إحترف التكهن و التنبؤ بالغيب أو تفسير الأحلام يعاقب بغرامة تتراوح بين 10 و 120 درهما و يعتبر هذا الفعل مخالفة من الدرجة الثالثة الفصل 726 من قانون الإلتزامات و العقود و الذي ينص على بطلان كل اتفاق يكون موضوعه التعليم أو أداء أعمال السحر و الشعوذة أو القيام بأعمال مخالفة للقانون أو الأخلاق الحميدة أو النظام العام.
فهل ننتظر من هذين النصين أن يقوما بزجر الأعمال الخسيسة و الساقطة التي يقوم بها السحرة و المشعوذين.
كلمة الداعية الإسلامي السيد البرنوصي علال و في ختام موضعنا هذا نورد كلمة السيد البرنوصي و هي كلمة من إنسان خبر ويلات و أهوال هذا العالم المظلم حيث يقول لا يسعنا سوى أن نطلب التوبة و الهداية لهؤلاء المقدمين على هذا الفعل الخسيس الذي لا يقبله لا ربنا و لا نبينا الكريم و لا الأغلبية الساحق من مجتمعنا الذي هو مسلم و متشبث بتعاليم ديننا الحنيف..
حوار مع ساحرقبل أسبوع سألني صديقي عبد الوهاب عن إشكالية أو ظاهرة السحر و الشعوذة بمدينة الناظور و طلب مني شهادة خاصة بحكم معرفتي لهذه الظاهرة التي تفاقمت في مجتمعنا و أصبحت تهدد مستقبل أمتنا الذي يحتم علينا تجاوز زمن الخرافة و التخلف. و قلت له أنت تعلم موقف القرآن و السنة من السحر و المشعوذين الذين نعلهم الله و حرمهم من رحمته و حرم عليهم جنته، بل و حرمهم حتى من العيش السليم في دار الفناء و لن يفلح الساحر أبدا ،
سواء في هذه الدنيا أو في الآخرة، و إذا كان هذا رأي الموقف النقلي من هذه الظاهرة فإن الموقف العقلي هو الآخر يرفضها رفضا تاما، و جميع أهل النهي لا يقبلون بمجتمع يتناسل فيه المشعوذون و السحرة و غيرهم ممن يدخلون في زمرة المتلاعبين بالدين كالعرافة التي تدعي أنها تعلم الغيب و تمارس شبه مسرحية درامية لتمويه الزبناء ، والعاقل الذي له معرفة ، و يؤمن بالعقل فإنه و لا ريب لن يقبل بهذا السلوك الخرافي الذي يتنافى مع الدين و العقل و حتى تكون شهادتي كما أحب و أراد صديقي المناضل سأكتفي بسرد حوار كنت قد أجريته مع أحد السحرة. و هو خبير و يجيد اللعب مع الشياطين. الشيء الذي يدفع به في أغلب الأحيان للتحالف مع حزب الشيطان لقضاء حوائج، و حتى لا أدخل معه في صراع أو جدل، حاولت أن أضخم من شأنه، و قلت له أنك ماهر و الناس يتحدثون عنك، فكيف وصلت إلى هذه الدرجة السحرية ؟ فقال طبعا بحكم قدرتي على قيادة إمارة الشيطان فأنا أستطيع أن أتحكم في الشيطان، فقلت له كيف ذلك و الشيطان رفض السجود لسيدنا آدم و تريده أن يطيعك أليس هناك تناقض ؟
فأبتسم الساحر الماهر و قال صحيح، لكن ذلك أدم التقي النبي، و قصته مع الشيطان ، أما إذا حاولت أن تسير على نهج الشيطان، و كانت لك خبرة بعالم الجن فإنك لن تجد أدنى صعوبة، لكن شريطة أن لا تكون أوامرك بالأمور التي تتعلق بالخير و التقوى، فإن هذه المسائل الإيمانية يرفضها شياطين الجن، و إنما يجدون نشوتهم عندما تأمرهم على التفريق بين زوجين مثلا، أو خلق صراع بين متحابين أو ما شابه ذلك ولتفهم أكثر سأقدم لك نموذجا ، و هو إرسال هاتف: فعليك أن تصور صورة من شمع خام، و تقرأ الدعوة 7 مرات و تقول أجب ياناصور أنت و أعوانك و خدامك من العفاريت و أولاد الشياطين، واذهبوا إلى فلان بن فلانة و أنت تشير إلى الصورة، فإنه يكون ما أردت ، و هذا ما تكتب على الصورة:
( تتوفر الريفي على نسخة من هذا الطلسم لكنها تتحفظ عن نشره خوفا من أن يجربه السفهاء منا)
فقلت للساحر هل يمكن لكل إنسان أن يقوم بهذا العمل الطريقة؟ أم أن هناك شروطا كما أعلم يجب أن يقوم بها صاحب العمل ؟
فقال: أنت تعرف الميدان فمن أراد أن يعمل بهذه الطريقة فعليه بتطبيق شروط دعوة ناصور التي يشترطها وقت العمل بها، و هي أن تكون جنبا و تلبس ثيابك مقلوبة وبعد(طلسم آخر نتحفظ عنه) و التبول على الجمرة و تقول ياناصور مرتين، و إن لم تجعل ذلك للضرر لا ينجح طلبك أبدا. و كما قلت لك سابقا ، لا يد لك من تحالف مع مملكة الشيطان حتى يتأتى لك ممارسة هذا العمل بطريقة ناجحة.فقلت له إن هذه الطقوس الشيطانية تتنافى مع التعاليم الدينية ، فكيف يمكنك أن تقنع زبنائك بأن هذا العمل مقبول و لا ضرر فيه؟ فقال إن الذين يلجؤون إلى السحر لا يهمهم طريقة العمل بقدر ما يهمهم قضاء حوائجهم، و أنت تعرف أن ساكنة الناظور أو الريف بصفة عامة لا يعرفون دينهم، و لا يهتمون بالعلم أو المعرفة إلا من رحمه ربه فهمهم الوحيد جمع المال بأي و سيلة، لذلك قصدت هذه المدينة، أما في المدن الداخلية فلهم معرفة بذلك، و هم يميزون بين الساحر و الحكيم الذي يستطيع أن يبطل السحر.. و أضاف قائلا : إن عدو الساحر هو الحكيم المتقي الذي له دراية بعالم الروحانيات ، و هؤلاء الأصناف و أنت تعرفهم حق المعرفة يعتمدون على العلاج بالقرآن الكريم و بالطب النبوي، و لهم خبرة روحانية تحتاج إلى جهد و إيمان و تقوى و قطع مسافات طويلة نحن لا نقدر عليها و لا نفهمها حتى و إذا حاولنا الخوض فيها، فمصيرنا هو الهلاك لأنه لا يجوز التوفيق بين العمل الرباني و الشيطاني.
و أكد لي هذا الساحر أيضا أن أغلبية زبنائه من النساء اللواتي يحجون إليه من مدينة مليلية في الغالب إما لتطويع أزواجهن حتى تكون المرأة هي التي تأمر و تنهى بدون منازع و إما قصد تزويج بناتهن، و هناك طلبات آخرى سخيفة لا حاجة لذكرها..
و قبل نهاية الحوار معه، نصحته بالتوبة و العودة إلى الله عز و جل و الإبتعاد عن مملكة الشيطان ، لكنه أجابني بأنه لا يستطيع أن يتخلى بكل يسر عن هذا الميدان، بعد أن أصبح من قيدومي السحر الذين يتباهى بهم الشيطان و العفاريت...لذلك أنصح الإنسان المسلم بعدم اللجوء إلى المشعوذين ، و إن كانت ضرورة فأنصحه باللجوء إلى الطب النفسي كبديل أو العلاج الروحي الذي يعتمد على القرآن الكريم الذي هو شفاء لكل داء، و تبيان لكل شيء...
كما أدعوا المواطن أن يساهم في محاربة هذا الداء الخرافي الذي يزرعه حثالة من السحرة و المشعوذين كما ندعوا السلطات هي الأخرى بملاحقة كل من يمتهن هذه المهنة الخبيثة التي خربت الأسر و الأفراد على جميع المستويات ، سواء المادية أو المعنوية أو الدينية...و هذا يكرس التخلف الذي تعاني منه المنطقة بصفة خاصة و إن لم يصح الضمير الجماعي و يستيقظ من سباته اللامعرفي، فإننا لا نستطيع تجاوز زمن الجهلقراطية و إنما نبقى فقط حيث نحن في زمن التخلفقراطية....